أقامت محافظة القنيطرة اليوم مجلس عزاء لشهداء المجزرة، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، وراح ضحيتها 12 شهيداً من الأطفال وعشرات الجرحى، وذلك في ساحة المحافظة بمدينة البعث.
وأكد المشاركون تضامن الشعب السوري مع الأهل في الجولان وذوي الضحايا في مصابهم الجلل، جراء الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال، مشددين على أن دماء الأطفال السوريين ليست للاستثمار السياسي والعسكري الصهيوني الهادف إلى شن المزيد من الحروب في المنطقة لتحقيق أطماعه التوسعية.
وأشار المشاركون الذين قدموا من دمشق وريفها والسويداء إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة عن المجزرة النكراء بحق الأطفال الشهداء الذين كانوا يمارسون حقهم في اللعب، مطالبين بمحاسبة القتلة من قادة الكيان الصهيوني، الذين استباحوا حرمة الدم العربي وملاحقتهم قانونياً، وفق معاهدة جنيف المتعلقة بحماية المدنيين الواقعين تحت الاحتلال.
ونقل عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي اللواء ياسر شاهين تعازي الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد لأهالي الجولان المحتل ولأهالي الشهداء الأبرار الذين ارتقوا في مجدل شمس جراء الإجرام الصهيوني الغاشم، والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى.
وقال اللواء شاهين: “إن اليوم يزداد الأمل أكثر بالتحرير والنصر بهمة أبطال جيشنا وهمة أبنائنا في الأرض المحتلة الذين يستمرون في كتابة ملاحم البطولة في سفر المجد والخلود، وشهداؤنا اليوم هم أحفاد وأبناء رجال ما فتئوا يقارعون العدو ويواجهونه عبر التاريخ”، مضيفاً: “إن اليوم كما الماضي تمتزج دماء أهلنا في الجولان مع دماء أهلنا في فلسطين، وفي جنوب لبنان وفي اليمن الغالي لتكون الشمس الأنصع والسلاح الأمضى في قهر العدو والانتصار.
بدوره نوه عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي صفوان أبو سعدى بالمواقف الوطنية لأهلنا في الجولان المحتل النابعة من الإرث الوطني والاجتماعي الذي يمجد الشهادة والتضحية في سبيل الدفاع عن التراب، مؤكداً أن مواقف أهلنا في الجولان المحتل هي انعكاس لانتصار سورية بفضل تضحيات وصمود شعبها وبطولات جيشها وحكمة قيادتها.
وتوجه أبو سعدى إلى أهلنا في الجولان المحتل بالمباركة بالشهادة التي هي طريق النصر، وأن الجولان سيعود محرراً عزيزاً إلى السيادة الوطنية السورية مهما طال الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
محافظ القنيطرة معتز أبو النصر جمران أشار في كلمته إلى أن المصاب الذي ألم بأهلنا في الجولان السوري هو مصاب وألم لكل السوريين، لافتاً إلى أن دماء الشهداء الطاهرة ملهمة لنا وشاهدة على أن النصر قادم، ومؤكداً على استمرار المقاومة في كل الأراضي العربية المحتلة حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني واسترجاع كامل الأرض، ومنوها بالموقف الوطني لأهالي الشهداء والجرحى وطردهم لمسؤولي الكيان الإسرائيلي من أرض مجدل شمس.
وحيا الشيخ يوسف جربوع شيخ طائفة المسلمين الموحدين أهلنا في الجولان الصامدين الصابرين المتجذرين بالأرض، مشيراً إلى أن مقاومة الاحتلال هي الطريق إلى تحرير الأرض، ومشدداً على أن الدم الذي سال على ملعب مجدل شمس هو دم عربي سوري مهما تغطرس الاحتلال بهمجيته وحاول تشويه هويته.
بدوره توجه الشيخ نجدو العلي مدير أوقاف القنيطرة والسويداء في كلمة له بالتحية والتقدير لأبناء الجولان المحتل المتمسكين بهويتهم وانتمائهم للوطن الأم سورية وطردهم للقتلة “مسؤولي الكيان الإسرائيلي وحراسهم” من مجدل شمس.
الشيخ شاهر الطحان شيخ عشيرة النعيم أكد أن السوريين جميعاً يشاركون أهلهم في الجولان المحتل العزاء بمصابهم بفقد فلذات أكبادهم، فيما حيا الشيخ جودات الطويل أهلنا بالجولان قائلاً: “كنتم وستبقون بندقية العروبة وبوصلة النضال والكفاح ضد أعتى احتلال عرفه التاريخ”.
كما لفت عصام شعلان مختار الجولان إلى أنه مهما حاول الكيان الإسرائيلي أن يثني أهلنا في الجولان السوري المحتل عن موقفهم الوطني سيفشل وأن الجريمة النكراء التي قام بها العدو الصهيوني خير دليل على ذلك، مؤكداً على تحرير تراب الجولان بهمة الجيش العربي السوري وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وخلال مجلس العزاء تمت تلاوة برقية أرسلت من رئاسة مجلس الوزراء أعربت عن إدانة المجلس واستنكاره للجريمة البشعة التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب للأرض والحقوق وطالت المواطنين العرب السوريين في بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل.
وأشارت البرقية إلى أن هذه الجريمة التي تضاف بشكل طبيعي إلى جريمة الاحتلال وغريزة الاعتداء الصهيوني والتي ارتكبها مجرمو العصر وشذاذ الآفاق بدعم من قوى الشر في العالم تأتي محاولة لاختلاق الأكاذيب والحجج لتوسيع دائرة العدوان على شعوب المنطقة وللهروب من المأزق جراء المقاومة التي يواجهها هذا الاحتلال في قطاع غزة.
كما تقدمت وزيرة الإدارة المحلية والبيئة المهندسة لمياء شكور في برقية لها بخالص العزاء والمواساة لأهلنا في الجولان السوري المحتل ولذوي الأطفال الشهداء الأبرار أبناء بلدة مجدل شمس الكرامة والصمود، مشيرة إلى أن دماء شهداء أهلنا في الجولان السوري المحتل ستبقى نبراساً يضيء الطريق لتحرير الأرض ودحر المحتل.
وفي نهاية مجلس العزاء نظمت الفعاليات الرسمية والدينية والشعبية وقفة تضامنية في موقع عين التينة المقابل لبلدة مجدل شمس المحتلة، أعربوا خلالها عن تضامنهم مع أهلهم في الجولان وذوي الشهداء، واستنكارهم للجريمة البشعة بحق الأطفال الأبرياء.
وفي كلمات عبر مكبرات الصوت أكد سلمان خاطر من الجولان المحتل أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين في الجولان وفلسطين المحتلة تأكيداً على عقيدته الدموية والعدوانية تجاه الإنسانية.
بدوره شدد حسن فخر الدين على ضرورة محاسبة الكيان الإسرائيلي على جريمته النكراء بحق الأطفال الشهداء، مجدداً تشبث أهالي الجولان بأرضهم وهويتهم العربية السورية وحتمية زوال الاحتلال.
© Powered By SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024