موسكو – (وكالات)

في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية وتصاعد التنسيق بين موسكو وكاراكاس، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو اتفاقية شراكة استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والصناعات الدوائية، وقطاع النقل.

جاء ذلك خلال لقاء رسمي جمع الزعيمين في العاصمة الروسية موسكو، يوم الثلاثاء 7 مايو 2025، حيث أكد الطرفان عزمهما على دفع علاقاتهما الاقتصادية والسياسية إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجههما على الساحة الدولية.

تعاون في النفط والغاز والطاقة النووية السلمية

تصدر قطاع الطاقة أجندة المباحثات، إذ اتفق البلدان على توسيع التعاون في استكشاف وتطوير الحقول النفطية، إضافة إلى تعزيز استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، بما يخدم مصالحهما في تحقيق أمن الطاقة والاستقلال الاقتصادي.

صناعة دوائية بخبرة روسية في فنزويلا

وفي المجال الصحي، أعلن الجانبان عن مشروع استثماري مشترك يتمثل في إنشاء مصنع لإنتاج الإنسولين في فنزويلا، باستخدام التكنولوجيا والخبرة الروسية. ويمثّل هذا المشروع خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز منظومة الرعاية الصحية في البلاد، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

تعزيز النقل الجوي والتبادل السياحي

كما ناقش بوتين ومادورو زيادة عدد الرحلات الجوية بين موسكو وكاراكاس، في خطوة تهدف إلى تشجيع التبادل التجاري والسياحي وتسهيل حركة رجال الأعمال والوفود الرسمية بين البلدين.

رسائل سياسية في ظل العقوبات

ويأتي هذا التقارب في سياق تصاعد التوترات مع الدول الغربية واشتداد العقوبات المفروضة على كلا البلدين. حيث أكد بوتين خلال اللقاء أن "فنزويلا شريك استراتيجي موثوق لروسيا في أمريكا اللاتينية"، مشددًا على أهمية تنويع مجالات التعاون وتعزيز الحضور المشترك في مواجهة التحديات.

حضور لافت لمادورو في احتفالات النصر

وعلى هامش الزيارة، شارك مادورو في فعاليات الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك العرض العسكري الذي شهدته الساحة الحمراء في موسكو، ما عكس رمزية العلاقة التاريخية والتحالف السياسي المتجدد بين البلدين.

آفاق متزايدة للتحالف الروسي-الفنزويلي

تؤكد هذه الخطوات أن روسيا وفنزويلا ماضيتان في تعزيز شراكتهما الاقتصادية والسياسية، مع التركيز على القطاعات الحيوية القادرة على توفير أمن اقتصادي واستقلال سياسي بعيدًا عن تأثير العقوبات الدولية.