دمشــق9 أيار, 2025

جدل سوري.. «ميرا جلال» تعود ببرقع أفغاني بعد أسبوعين من الاختفاء

تاريخ النشر:
2025-05-09
3789 مشاهدة

فتاة في جلباب أزرق (برقع أفغاني) تمشي برأس محن خلف شاب يقودها ممسكاً بمعصمها، ويمر تحت حراسة أمنية موزعة بشكل واسع في إحدى الساحات الريفية وصولاً إلى منزلها. لم تكن ميرا جلال ثابت، الطالبة السورية في معهد إعداد المدرسين في مدينة حمص، تدرك أن غيابها في 27 نيسان (أبريل) سيتحوّل إلى مسرحية تلفزيونية تعرضها شاشة رسمية، على أنها «عروس هاربة» لا «مخطوفة». ظهورها بملامح شاحبة تحت حماية أمنية مشددة، وهي تسير برأس محن في بلدة المخطبية في ريف حمص، أعاد للواجهة قضية فتيات يتعرضن للاختفاء والتزويج القسري، وسط صمت أو تواطؤ رسمي.

جسد التقرير المصوّر الذي نشره مراسل قناة الإخبارية السورية في حمص رواية رسمية تقول إن ميرا لم تُختطف، بل تزوجت شرعياً «بإرادتها» من شاب تحبه، وعادت لتُخبر عائلتها بذلك برفقة فريق أمني وإعلامي. لكن المشهد أثار سخطاً واسعاً، إذ لم تبدُ الفتاة كعروس، بل كضحية. الملامح المتعبة والجسد المنكفئ. لكن لماذا لا يبدو أن أحداً صدّق هذه الرواية؟

منذ نشر التقرير المصوّر، ظهرت معطيات جديدة تُشير إلى وجود معرفة سابقة بين العريس ومراسل قناة الإخبارية السورية في حمص، عقب انتشار فيديو لهما من احتفالات في حمص، ومحادثات ومنشورات الكترونية تُظهر عدم وجود خلفية متشددة للعريس الذي حاول التقرير الترويج بوصفه وافداً من إدلب ذا خلفية متطرفة، وقد فسرها بعضهم بأنه تمت الاستعانة بالشاب المذكور للتغطية على المسؤولين الحقيقيين خلف اختفاء ميرا، إضافة إلى تأكد معلومات حول اعتقال والد ميرا قبل يوم من زيارتها لعائلتها. ما يكشف جانباً إضافياً من مأساة العائلة.

كما كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن تاريخ اختفاء الفتاة يعود إلى يوم تم استدعاؤها إلى المعهد الذي تدرس فيه لأداء امتحانات، بناءً على اتصال من مديرة الشؤون، التي أنكرت لاحقاً وجود امتحانات أو قيامها بالاتصال، ما يعزز الشبهات بوجود تواطؤ داخلي في الحادثة. وهو ما يتقاطع مع رواية "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى"، الذي وثّق في رسالة مفتوحة إلى الأمم المتحدة 60 حالة مشابهة خلال الأشهر الأخيرة، جميعها لفتيات من الطائفة العلوية، تم اختطافهن من داخل المدارس والجامعات، وسط غياب أي تحقيق مستقل أو مساءلة.

غضب وسخط في العالم الافتراضي بين أخذ ورد

التفاعل الشعبي مع قضية ميرا كان كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي. الفنانة السورية يارا صبري كانت من بين الأصوات البارزة التي هاجمت هذا المشهد، وكتبت على حسابها: «باعتبارنا مهابيل بالجملة كشعب سوري، فمنتظر منّا نصدق قصة هالصبية يلي 'قال' ما انخطفت... السؤال: حسب الأصول الشرعية، هل مسموح تتزوج بدون ولي أمرها؟! يمكن مو مبكلة القصة منيح يا حبيباتي حتى مع شعب المهابيل (نحنا) ».

أما المذيعة السورية في قناة «المشهد» آسيا هشام فقد أثارت الغضب بعدما اتهمت ميرا بفبركة الحادثة، بعد نشرها في حسابها على منصة إكس عن الحادثة متهمةً ميرا بأنها «هربانة مع لبناني.. وفبركت كل القصة لتقول أنها سبيت.. يا عيب الشوم» مطالبة بمحاسبة «السيدة وذويها لفبركة بروباغندا ضد مكون سوري كامل». ثم اضطرت لاحقاً إلى حذف منشورها والتراجع جزئياً، بعد حملة واسعة ضدها.

ويطالب ناشطون وصحافيون السلطات السورية بالسماح بفتح تحقيق مستقل بشأن الحادثة في بيئة محايدة بعد تأمين الحماية لأهل الفتاة وأقاربها، وإتاحة الفرصة للإعلام المستقل بالمشاركة في تغطية هذه الخطوات ومتابعة التطورات ونشرها للرأي العام للإجابة عن سؤال واحد يردده السوريون: «أين الحقيقة؟»

 

شارك:
كلمات مفتاحية:

+963 949388065

info@golan-times.com

المجلة الالكترونية

© Powered By SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2025