خاص جولان تايمز - خلود حسن
مع بدء العدوان الإسرائيلي على قرى وبلدت الجنوب اللبناني الصامد بوجه الاحتلال الإسرائيلي وتوافد الأشقاء من لبنان بادر السوريون بكل المحافظات لفتح أبواب منزلهم لهم بتوصيف دقيق منهم" شو ما قدمنا قليل " هكذا يتحدث السوريين " عتبة البيت إلنا وصدر البيت لهم" دون تكّلف أو مبالغة ، فلطالما كان الشعب السوري ولبناني جيران "عّ الحلوة والمرّة " فكيف الحال بعد أن قدم الجنوب آلاف من أبناءهِ "شهداء" على أرض سوريا بوجه الحرب الظلامية العالمية ..وبعضهم الأخر "جرحى" مازالت جراحهم شاهداً على وحشية الحرب على سوريا..
نحن لا نبالغ إن قٌلنا أن هناك سباق بين السوريين للاستقبال أهلنا الوافدين بكل المحاافظات (حمص - طرطوس وحلب واللاذقية .. وغيرها..) لكن مدينة «السيدة زينب» على وجه الخصوص كانت من أوائل المدن المستقبلة بحفاوة عالية جداً ولسان حال أهلها " أهلا وسهلا بأخوة الدم".
"خالد "من أبناء مدينة السيدة "زينب ع " قال لجولان تايمز : نحن فتحتنا أبوابنا ومنازلنا ومحالنا التجارية للأشقاء الوافدين وكل نملك تحت تصرفهم ، فلأهلنا الوافدين دين برقابنا عندما استشهد العديد منهم دفعاً عن المدينة عند هجوم إرهابيوا ما يسمى جيش الإسلام و إرهابيوا جبهة النصرة وغيرهم من المجموعات الإرهابية .. كانوا الحصن المنيع لنا ، شاركوا قواتنا المسلحة الدفاع بكل الجغرافية السورية.
أما "أم محمد" وهي والدة شهيد : استشهد ابني محمد بجانب صديق له من لبناني الذي أتى من بلدة الخيام الجنوبية ليدافع عن مدينة السيدة زينب ع ، فكانوا أخوة بالطعام والسلاح وحتى في الشهادة في الغوطة الشرقية..
اما المسؤولين في مدينة السيدة زينب ع ومنهم الدكتور "غسان الحاحي" رئيس بلدية السيدة زينب تحدث لجولان تايمز : أنه و عملاً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد ومتابعة مباشرة من السيد محافظ ريف دمشق قمنا مباشرة بتأمين مراكز إيواء للأخوة الوافدين من لبنان وذلك بتأمين منازل لهم بالتعاون مع المجتمع المحلي، حيث فتح أهالي مدينة السيدة زينب منازلهم وفنادقهم امام الاشقاء، ما يقارب 50 -60 فندق استضاف العوائل اللبنانية والخدمات كاملة متوفرة وذلك بتعاون نوعي بين المجتمع المحلي ومحافظة ريف دمشق و البلدية والمنظمات والجمعيات السورية.
"الحاحي " أكد أن مجمل المتطلبات الضرورية تم تأمينها وأي نقص يتم مخاطبة محافظة ريف دمشق للمتابعة وفق توجيهات السيد المحافظ.
عن بداية الاستقبال أخبرنا الدكتور غسان الحاحي رئيس البلدية : كان بداية العمل ضمن خطة طوارئ مُعدّة ومجهزة من قبل محافظة دمشق والمجتمع المحلي وفق توجيهات القيادة السورية، كان العمل متواصل ليلاً ونهارا لتأمين السكن رغم الضغط والأعداد الكبيرة إلا انه وبنهاية كل ليلة يكون الجميع قد تم تأمينه حيث بادر أصحاب الفنادق الخاصة لفتح وتقديم المساعدة وبكل سرور وتواصلوا معنا لتنسيق استضافة بعض العائلات.
وعن الرعاية الصحية تابع الدكتور غسان : انه بالتنسيق مع مديرية الصحة بريف دمشق تم تجهيز المركز الصحي في المدينة بكل الخدمات والأجهزة الطبية الضرورية والأدوية اللازمة للحالات الصحية الإسعافية، وأيضاً هناك فرق طبية جوالة ضمن الفنادق للمتابعة الحالات الصحية للنساء والأطفال وكبار السن .
ولمديرية تربية ريف دمشق دور هام ، حيث تمت المخاطبة لتكليف احد الزملاء بالمكتب التنفيذي للمتابعة قبول التلاميذ والطلاب الوافدين من لبنان الشقيق في مدارس المدينة.
وعن واقع ارتفاع الأسعار بظل توافد الأشقاء اللبنانيين تحدث لنا الدكتور غسان الحاحي: أنه وبطبيعة الحال هناك واقع اقتصادي سيئ بسوريا عموماً بظل الحصار الاقتصادي ولكن السوري تقاسم رغيف الخبر مع الشقيق اللبناني ولم ترد أي شكوة من الأخوة حول ارتفاع الأسعار في المدينة.
وعن واقع الخبز والافران قال "الحاحي" انه و بالتعاون مع المجتمعي المحلي تم تقديم /60/ طن طحين لأحد الافران والذي يقوم بدوره بعمله بشكل مجاني ويخبز للعائلات اللبنانية مجاناً والمحافظة تقوم بتأمين الخميرة وأكياس التغليف والمازوت بشكل يومي، ويتم توزيع حوالي من 3000 ربطة خبز الى 4000 ربطة على أماكن تواجد الاخوة اللبنانيين .
الأستاذ ياسر فاعور – عضو المكتب التنفيذي في بلدية السيدة زينب: تحدث لجولان تايمز عن جولاته الميدانية منذ بدء توافد الاشقاء من لبنان قائلاً انه وبطبيعة الحال لاي بلدية هناك مهام دائمة وهناك مهام مرحلية ، المهام المرحلية هي أن نقوم بتطبيق القانون ونصون حقوق المواطن والوطن ولقد اقسمنا على هذا القانون منذ بدء مهمنا الخدمية، وعليه ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان الشقيق، شكلنا خلية عمل ووصلنا الليل بالنهار وهذا اقل ما يمكن أن نقدمه لمن قدم دمائه دفاعاً عن أعراضنا وأرضنا ولطالما كانت سوريا حاضنة للأشقاء فهي جزء أساسي من محور المقاومة، و استضافة الاخوة من لبنان واجب أخلاقي قبل أن يكون انساني.
عملنا ضمن المكتب التنفيذي توجه نحو تنظيم السكن وتلبية الحاجات الأساسية مع المحافظة على الروح المعنوية للعائلات الوافدة عملاً بتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد والتي انعكست على أداء عمل الحكومة، حيث زار المدنية 3 وزراء وهم وزير الداخلية والإدارة المحلية و وزير السياحية كذلك محافظ دمشق ، والسيد محافظ ريف دمشق " أحمد إبراهيم خليل " زار عدة مرات المدينة منذ توافد العائلات وهو على متابعة شخصية دقيقة للعائلات الوافدة، ايضاً زار بعض المرضى وتم توجيه بالعمل بحكم المسؤولية والواقعية ووجه بتشكيل لجنة بمحافظة ريف دمشق للإغاثة ونحن على اتصال مباشر معها لوضعهم بالصورة الدائمة للأشقاء اللبنانيين الوافدين لمدينة السيدة زينب لحين استقرار الوضع .
"الفاعور" أكد لجولان تايمز أن عدد العائلات الوافدة لمدينة السيدة زينب ع ، بلغ 3000 عائلة بمعدل 5 أفراد لكل عائلة – أي بإجمالي 15000 الف وافد ، وأكد أنه على متابعة شخصياً وبتكليف من الدكتور غسان الحاحي رئيس البلدية يقوم بزيارة يومية للفنادق والشقق السكنية المتواجدين فيها.
وتابع " فاعور" ان العائلات هم عائلات الاخوة الذين دافعوا عن سوريا عموماً عن مدينة السيدة زينب خصوصا خلال فترة الحرب الوهابية على سوريا، فالموقف هو أخلاقي وانساني قبل أن يكون اغاثي وعامل الأمان كان من أهم ما نقوم بتأمنه بظل هذا العدوان .
نحن مستمرون بالعمل مع اللجنة المشكلة لتوزيع المساعدات بعدالة تامة لتكون شاملة لكل العوائل تحت إشراف البلدية ومتابعة من السيد محافظ ريف دمشق وفق محاضر دورية ترفع اصولاً لها .
وعلى هامش العمل الإغاثي تحدث لنا الأستاذ "فاعور" عن الواقع الخدمي والذي أكد على انه مستمر بالمتابعة الدقيقة لوضع الطرقات والكهرباء والفنادق حيث تعمل البلدية على تأمين المحروقات لاستمرار عمل مولدات الفنادق التي تستقبل الوافدين كذلك تعمل البلدية على استمرار متابعة تقديم خميرة الخبز والمازوت لعمل الافران من محافظ ريف دمشق بشكل يومي.
مدينة السيدة زينب استوعبت كل الوافدين ومازالت تستقبل العديد منهم ، كذلك قمنا بتنظيم حركة المرور بالتعاون مع شرطة المرور فكل مؤسسات الدولة تعمل كخلية نحل بشكل نوعي وثابت إضافة لما سبق نعمل على تجهيز خطة إضافة لاستمرار الاستقبال الوافدين وتامين المتطلبات مهما طالت فترة الحرب بالتنسيق مع الجهات المعنية .
وفي الختام أكد " فاعور" ان النصر في لبنان هو يقين وعدَ به سيد الشهداء المقاومة "سماحة السيد حسن نصر الله".
الأستاذ عمر الزعبي – نائب رئيس مجلس مدينة: عملنا بتوجيهات السيد الرئيس والسيد المحافظ، نظمنا اجتماع فوري للمكتب التنفيذي لتلبية الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة واثناء الاجتماع عُرض علينا 14 منشاة سياحية لفتح أبوابها لهم ،هذا ضمن اول ساعة/ وبعد التقييم والتجهيز تم استقبالهم.
نقوم حالياً بالتنسيق مع الجمعيات والمنظمات لتابعة أوضاع الوفدين ونقوم تجهيز خطط بديلة مستقبلية بحال طالت فترة العدوان على لبنان لحين عودتهم لوطنهم أمنين.
« نحن شعب واحد في بلدين »
وفي جولة لجولان تايمز ضمن السيدة زينب إلتقينا سماحة الشيخ "عباس غصن "الوافد للمدينة برفقة عائلته، حيث تحدث لنا قائلاً: أن الأخوة السوريين بكافة فئاتهم قد قاسمونا ليس فقط الطعام ورغيف الخبز، بل ايضاً قاسمونا المعاناة والجهاد منذ أن كان الجيش العربي السوري موجود في لبنان في مواجهات الغطرسة الصهيونية وقد استشهد الكثير منهم في لبنان ودفاعاً عن لبنان وأيضا كذلك الامر في سوريا ، نجد الاستهداف الدائم لسوريا بغارات الطيران والصواريخ وغير ذلك فضلا عن الحرب الكونية التي حيكت ضد سوريا نتيجة موقفها العزيز والكريم والرافض للذل ولكل استعمار ولكل استكبار وسرقة خيرات الشعوب .
اليوم يقاسمنا الإعلاميون الشهادة وبعد استشهاد الإعلامية صفاء احمد بغارة صهيونية نسال الله أن يتغمدها الله برحمته ويرحم جميع شهداء القطر العربي السوري و شهداء لبنان وشهداء المقاومة المواجهين لمشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة.
« تسهيلات حدودية ومتابعة دقيقة من الدولة السورية »
أضاف الشيخ "عباس غصن" عن خروجنا من لبنان- بيروت ومن الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع ومن مناطق التي تم استهدافها بالغارات الصهيونية ، قسم من العائلات خرجوا بثيابهم فقط لا يملكون شيئاً وقسم خرج معه مستندات ثبوتية بسيطة ومنهم لم يأتي بأي هوية أو ثبوتية ، فكان الاستقبال حين الوصول للأمانة الحدودية بحفاوة واضحة توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد التي لمسنها عند العاملين في الحدود فالبنانين الذين يملكون سيارة دخلوا دون دفع أي رسوم والاخرين الذين لا يملكون سيارات خاصة، دخلوا عبر الهوية اللبنانية او ورقة قيد من المختار وبكل التسهيلات الممكنة وبوسائل نقل تم تأمينها من قبل الدولة السورية مسبقاً ووضعتها عند الحدود وإضافة لتواجد فرق الطبية الميدانية ,
وحين تم الوصول لمدينة السيدة زينب بدمشق كان الاستقبال بغاية الحفاوة أيضاَ من المسؤولين ومن الأهالي الذي يعانون اساساً من أزمات اقتصادية وحصار من 84 دولة عالمية وقانون قصير الجائر من دول الشر ورغم كل هذا، حقاً كان هناك حفاوة بالاستقبال ، قاسمونا رغيب الخبز والمياه، قاسمونا كل شيئ يمتلكونهُ.
تابع الشيح "عباس غصن" أن التقديمات الحكومية عبر الأخوة المعنين بالمتابعة تجسدت بكلمات سماحة السيد "حسن نصر الله" رضوان الله عليه "انه لو تطلب الأمر مني للدفاع عن سوريا ان أذهب انا وكل حزب الله لذهبنا" هذه العلاقة شاهدناه على الأرض ، كنا مسبقا نسمع عن دعم القيادة السورية والشعب السوري والحكومة السورية للبنانين ودعمهم كان واضحاً بكل حروبنا التي خُضناها من الدعم بالسلاح والعتاد وكل شيئ واليوم نرى بأم أعيننا الدعم لعوائلهم الذين نزحوا من لبنان وحلوا ضيوفاً، شعرنا أنفسنا واقعاً كأهل الدار كما يقال البيت لنا والعتبة لهم، اسكننا بعضهم في منازلهم وبعضهم في فنادقهم ، قدموا الطعام والشراب على اكمل وجه لكل النازحين، كان هناك بعض الصعوبات التي لها علاقة بتنظيم الأمور سرعان ما بدأت الأمور تستقر شيئاً فشيئاً.
المسؤولين والوجهاء بالمدينة لم يتركوننا أبداً ، كانوا متواجدين بأماكن الاستقبال لحين تأمين أخر لبناني وصل، كانوا على تواصل واتصالات مكثفة خدمة لكل وافد رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا ، السيد محافظ ريف دمشق زارنا عدة مرات وتابع كل عائلة وافدة.
على الصعيد الطبي قال الشيخ "غصن" أن المساعدات الطبية وصلت لكل محتاج وهناك مركز رعاية طبية مفتوح لتقديم العلاج والطبابة وبعض العمليات الجراحية في المستشفيات ومتابعة الولادات للنساء الحوامل وكذلك المتابعة القانونية لتسجيل واقعات الولادة الزواج وغيرها. وكما قال القائد الخالد حافظ الأسد كنا شعب واحد في بلدين ، لمسنا ذلك حقاً فسوريا تمثل العروبة الحقيقة وهي دائمً بجانب أبناء العرب من أي مكان كانوا ومن أي دين واي اتجاه...
فكل الشكر لكل العاملين والمتابعين للعائلات الوافدة ..و الجهات الأمنية والمنظمات والجمعيات الحكومية وغير الحكومية.
© Powered By SyrianMonster Web Service Provider - all rights reserved 2024