في خضم النقاش الحالي حول انتشار الزراعات الاستوائية في سورية والجدوى الاقتصادية منها خلال السنوات القادمة مع زيادة الإنتاج، تعرضت بعض مزارع الموز في الساحل السوري لآفات مرضية تصيب جذر الشجيرة وتمتد إلى الأوراق وثمار الموز.
نادر جبور، رئيس جمعية منتجي الفواكه الاستوائية، أكد لموقع ”أثر برس” أن انتشار هذه الأمراض الفطرية في بعض المزارع يعود إلى الشتول المستوردة التي دخلت البلاد دون موافقة وزارة الزراعة أو خضوعها للفحص الزراعي الصحي. وأوضح أن تلك الشتول المصابة أدت إلى تدهور صحة الشجيرات، حيث تحولت أوراقها إلى اللون الأصفر وانخفض حجم ثمار الموز بشكل كبير، ليتراجع إنتاجها من 65 كغ إلى 3-4 كغ، ما يؤدي إلى موت الشجيرات المتضررة.
وأشار جبور إلى أن الآفة الفطرية لا تقتصر على الشجيرات فقط، بل تمتد أيضاً إلى التربة، خاصة بعد الأمطار التي تسهم في انتشار الأمراض. وأضاف أن هذه الأمراض بدأت بالظهور بعد دخول الشتول المصابة قبل نحو 3-4 سنوات.
وذكّر جبور بما حدث في تسعينيات القرن الماضي عندما تعرضت زراعات الموز لأمراض مدمرة، مشدداً على أهمية الاعتماد على الشتول المحلية وعدم استيراد شتول من الخارج بطريقة غير نظامية. ودعا المزارعين إلى التوقف عن زراعة الموز بشكل عشوائي ودون تخطيط، محذراً من أن الإنتاج المحلي قد يتجاوز احتياجات السوق السورية، ما سيؤدي إلى فائض غير قابل للتصدير نظراً لأن دول الجوار تزرع الموز أيضاً، فضلاً عن أن الموز السوري لا يفي حالياً بالمعايير العالمية للتصدير.
وأوضح جبور أن استمرار المزارعين في الزراعة العشوائية قد يؤدي إلى استخدام الفائض من الموز كعلف للحيوانات. وأضاف أن محافظة طرطوس تعمل على تشكيل لجنة من الخبراء للقيام بجولات ميدانية في المناطق المصابة وجمع العينات المرضية لفحصها وتحديد العلاج المناسب.
وفي وقت سابق، ذكر جبور أن من أبرز أسباب عدم قدرة الموز السوري على المنافسة في الأسواق الخارجية هو جهل المزارعين بموعد القطاف المناسب وطرق العناية بالثمار، مما يؤثر على جودتها ويعرقل عملية التصدير.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها